مباراة الأمس بين ليفربول وإيفرتون كانت واحدة من أهم مواجهات الجولة الخامسة من الدوري الإنجليزي الممتاز موسم 2025-2026. الديربي الميرسيسايد يحظى دائمًا بمتابعة كبيرة من الجماهير، والأمس لم يكن استثناءً، فكان هناك تشويق، إثارة، أداء فردي مميز، وتغييرات تكتيكية كان لها تأثير واضح على سير اللقاء.
في هذا المقال، نستعرض تحليل المباراة من كل جوانبها — الأداء، الأهداف، التكتيكات، اللاعبين المميزين، الأخطاء، وما تعنيه النتيجة لكلا الفريقين — إلى جانب خلاصة لكيف يمكن الفريقان البناء على هذه المواجهة في المباريات القادمة.
السياق قبل المباراة
-
موقع المباراة: أنفيلد، ملعب ليفربول. ألعب ليفربول هناك ميزة كبيرة دائمًا، خاصةً أمام إيفرتون.
-
حالة الفريقين: ليفربول يدخل المباراة وهو في بداية مثالية للدفاع عن لقبه في الدوري، حقق الانتصار في جميع الجولات الأربع السابقة. أما إيفرتون، فكان يعاني من بعض التذبذُب في الأداء، يبحث عن استعادة الثقة أمام أحد كبار البريميرليغ.
-
التشكيل والتغييرات: ليفربول أجري تغييرات عن مباراته الأخيرة في دوري أبطال أوروبا. عاد إلى التشكيل الأساسي كل من إيكتيكيه، ماك ألستير، كونور برادلي، وميلوس كيركيز.
سير المباراة: الأهداف واللحظات الحاسمة
الشوط الأول
-
الدقة الهجومية لليفربول بدأت مبكرًا، حيث افتتح ريان غرافينبيرخ التسجيل في الدقيقة العاشرة من تمريرة عرضية متقنة من محمد صلاح. الاستغلال السريع للمساحات خلف دفاع إيفرتون كان مفتاحًا.
-
بعد حوالي نصف ساعة، عزّز هيغو إيكتيكيه الهدف الثاني لليفربول بتسديدة هادئة بعد تمريرة بينية ممتازة من غرافينبيرخ، مستغلاً ضعفًا في الرقابة الدفاعية من إيفرتون.
-
إيفرتون حاول أكثر من مرة خلال الشوط الأول، وخصوصًا عبر جاك غريليش و إليمان نداي، لكن اللمسة الأخيرة كانت غائبة.
الشوط الثاني
-
بدأ إيفرتون الشوط الثاني بنشاط أكبر، ساعيًا لتقليص الفارق، بينما ليفربول بدا أكثر تحفظًا، محافظًا على التقدم مع بعض الهجمات المرتدة.
-
في الدقيقة 58، استطاع إدريسا جانا غييه تسجيل هدف إيفرتون بعد تمريرة من غريليش إلى إليمان نداي الذي أوجد الفرصة، ثم غييه سدد قوية وضعها في الشباك. الهدف أعطى الأمل لإيفرتون في العودة.
-
الدقائق الأخيرة شهدت ضغطًا من إيفرتون، رغبة قوية في التعادل، لكن دفاع ليفربول، وتنظيمه التكتيكي، والإرادة العالية للاعبيه، حالت دون ذلك. كذلك بعض القرارات التحكيمية عن وقت بدل الضائع أثارت الجدل من جانب إيفرتون.
التكتيك والتحليل الفني
-
لياقة واستغلال الأجنحة: ليفربول استخدم الأجنحة بشكل جيد، خصوصًا الجهة التي يلعب فيها صلاح + كيركيز، مما ضغّ على الظهير والمدافع الجانبي لإيفرتون. المساحات بين المدافعين كانت تُستغل بتمريرات بينية ذكية، كما فعل غرافينبيرخ في الهدف الثاني.
-
الوسط والسيطرة: ثلاثي وسط ليفربول (غرافينبيرخ، ماك ألستير، سزوبوسلاي) قدّم أداءً متماسكًا في النصف الأول، سيطر على الكرة وتمريراتها، مما قلّل من فرص إيفرتون باغتة. لكن في الشوط الثاني، تحسّن أداء إيفرتون في الاستحواذ والتحرك، خاصةً بعد تبديلات
-
استغلال الفرص: ليفربول كان أكثر فعالية، فعندما سنحت له فرصة، اغتنمها، عكس إيفرتون الذي خلق بعض الفرص الجيدة لكنه افتقر إلى اللمسة الأخيرة.
-
الضغط النفسي والتعامل مع التقدم 2-0: بعد تسجيل الهدفين، كان هناك نوع من التراخي أو التراجع من ليفربول الذي فضل أن يحافظ على التقدم بدلًا من مواصلة الضغط الهجومي بنفس الزخم. هذا منح إيفرتون فرصة للتقدم ومحاولة قلب المعادلة. هذا الأمر قد يكون نموذجيًا لفرق كبيرة بعد التقدم بثنائية مبكرة.
-
خيارات المدرب والتبديلات: Moyes حاول إدخال تغييرات تأخيرية، الأمر الذي أثّر قليلاً على إمكانية العودة. أما Arne Slot فحافظ على تركيبة دفاعية هجومية متوازنة، واستبدل بعض اللاعبين لإدارة الجهد في الدقائق الأخيرة.
أبرز اللاعبين
-
ريان غرافينبيرخ: نجم المباراة بلا منازع. هدف وتقديم تمرير حاسمة، تأثير كبير في الوسط والهجوم. أدائه يعكس قدرته على التعامل مع ضغط المبارايات الكبرى.
-
هيغو إيكتيكيه: يواصل إثبات أنه صفقة ناجحة من الصيف، امتلاك لمسة المهاجم البارد أمام المرمى، وتحركات ذكية تستغِل الفراغات الدفاعية.
-
إدريسا غييه: على الرغم من تأخر استثمار فرص إيفرتون، إلا أنه جاء هدفه بطريقة قوية، ومنح الفريق الأمل وأعاد الحيوية لإيفنتون في الشوط الثاني.
-
جاك غريليش: رغم الهزيمة، كان من أكثر لاعبي إيفرتون تأثيرًا، خصوصًا في صناعة اللعب على الجناح وتمريراته العرضية التي كانت تُحدث تهديدًا.
نقاط القوة والضعف لكل فريق
ليفربول
نقاط القوة:
-
استغلال الفرص المحدودة بكفاءة.
-
القرارات التكتيكية في اختيار التشكيل خصوصًا في الشوط الأول.
-
الثقة الذاتية والضغط المبكر الذي أربك دفاع إيفرتون.
نقاط الضعف:
-
السماح لإيفرتون بالعودة ولو جزئيًا بعد التقدم بـ 2-0.
-
التراجع في الأداء في الشوط الثاني، حيث فقد بعض السيطرة.
-
الاعتماد على الأداء الفردي في بعض الحالات، بدلًا من التنظيم الجماعي الهجومي المستمر.
إيفرتون
نقاط القوة:
-
الروح القتالية في الشوط الثاني والرغبة في تغيير مسار المباراة.
-
بعض التحركات الفردية التي أحدثت الفارق، مثل غريليش، غييه، نداي.
-
الضغط المتزايد في الدقائق الأخيرة محاولة للعودة.
نقاط الضعف:
-
البداية الضعيفة وعدم الاستعداد الكافي أمام الأجنحة والعمق الدفاعي الممنوح لليفربول.
-
غياب التركيز في اللحظات الحاسمة، وإضاعة الفرص أو التأخر في التمرير الأخير.
-
القرارات التكتيكية المتأخرة، وتبديل اللاعبين بعد فوات الأوان في بعض الأحيان.
ما تعنيه النتيجة للفريقين
ليفربول
-
الانتصار يعزز بدايته المثالية في الدوري، حيث حقق الآن خمس انتصارات من خمس مباريات
-
يوسع الفارق مع ملاحقيه في الصدارة، ويُظهر أن الفريق قادر على التعامل مع الضغوط المرتبطة بصدارة الدوري.
-
يمنح ثقة كبيرة للاعبين الجدد مثل إيكتيكيه وغرافينبيرخ بأنهم جزء مؤثر من المشروع.
إيفرتون
-
على الرغم من الأداء المحسن في الشوط الثاني، إلا أن الخسارة تعمّق معاناتهم خارج أرض ليفربول، حيث يستمر استحالة الفوز على أنفيلد في البريميرليغ منذ وقت طويل.
-
يحتاج الفريق إلى مراجعة طريقة البداية في مباريات كبيرة، وإدارة الخسارة بطريقة تقلل الفوارق النفسية.
-
يجب على المدرب Moyes التفكير في خيارات استبدالات أسرع، وطرق ضغط مختلفة في النصف الأول، حتى لا يكون الفريق متأخرًا مبكرًا.
التحليل التكتيكي المتقدم والبيانات
-
الإحصائيات المهمة: بحسب تقارير، كانت قيمة التوقعات التهديفية متقاربة بين الفريقين تقريبًا، مما يدل على أن إيفرتون خلق فرصًا لكنه افتقر للدقة والفاعلية.
-
الضغط البدني واللياقي: أنفيلد شهد أمطارًا، مما جعل الأرض زلقة وقد أثر ذلك على جودة التمريرات والتحركات السريعة. بعض اللاعبين تأثروا بهذا الأمر، خصوصًا في الأجنحة.
-
الاستحواذ والرقابة: ليفربول في النصف الأول فرض إيقاعه، أما إيفرتون فقد حاول استعادة الكرة سريعًا، لكن الضغط لم يكن متقنًا في جميع المناطق، مما سمح لليفربول باللعب بين الخطوط أحيانًا.
الأخطاء التحكيمية والجدل
-
بعض الجماهير وإدارة إيفرتون أشاروا إلى أن الوقت بدل الضائع لم يكن كافيًا لاسترجاع التعادل، وأن الفرص التي أتيحت في الدقائق الأخيرة لم تُمنح الفرصة الكاملة لاستغلالها.
-
كذلك تم انتقاد بعض التمريرات العرضية التي لم تُراقب جيدًا من جانب المدافعين، وكذلك ضعف التغطية الدفاعية في بعض الكرات الثنائية.
دروس ممكن أن يستفيد منها الفريقان
ليفربول
-
الحفاظ على الزخم والثقة في المباريات الكبيرة، مع دروس من كيفية الحفاظ على نتيجة أمام فرق تضغط بعد التأخر.
-
تعزيز الاستمرارية في الأداء عبر التسعين دقيقة، وعدم السماح بانخفاض التركيز بعد التقدم.
-
استثمار البدلاء والعمق في الفريق لمواجهة الإرهاق، خصوصًا مع ارتباطات المنافسات الأوروبية المحلية والدولية.
إيفرتون
-
الانطلاق بصورة أكثر قوة، تجنب بداية بطيئة أمام الفرق الكبيرة.
-
تحسين اللمسة الأخيرة والتسديدات، الاستفادة من الفرص التي خلقوها.
-
المرونة التكتيكية والتبديل السريع عندما تكون الخطة لا تؤتي ثمارها، وعدم الانتظار كثيرًا حتى يتسع الفارق.
الخلاصة
مباراة ليفربول ضد إيفرتون أمس جاءت بمزيج من الإثارة، الأداء الفردي المميز، والدروس التكتيكية المهمة. ليفربول استغل الفرص التي سنحت له، حافظ على تماسكه رغم العودة الخطيرة من إيفرتون، وواصل بدايته القوية في الدوري. من جهة أخرى، إيفرتون أثبت أنه ليس خصمًا سهلًا، خصوصًا في الشوط الثاني، لكنه بحاجة لتحسينات من أجل تحقيق النتائج المرجوة هذا الموسم.
النتيجة 2-1 تعني الكثير لليفربول في سباق القمة، بينما لإيفرتون فرصة للتعلم والتطور. إذا ما استمر الأداء الجيد مع بعض التعديلات، يمكن للفريق الأزرق أن يحقق مفاجآت.