في مساءٍ من أمسيات الإسبانية الكروية المُتوهِّجة في سانتياغو برنابيو، استضاف ريال مدريد نظيره إسبانيول ضمن منافسات الجولة الخامسة من الدوري الإسباني 2025-2026. المباراة كانت محط أنظار عشّاق “الميرنغي” وعشّاق الليغا عمومًا، خاصة بعد أن بدأ مدريد الموسم بفوز في مبارياته الأربع الأولى، مما رفع سقف التوقعات. إسبانيول من جانبه، دخل اللقاء وهو في وضع جيد، بعد سلسلة نتائج إيجابية سمحت له بأن يكون أحد المُتنافسين البارزين هذا الموسم.
النتيجة النهائية: ريال مدريد 2 - 0 إسبانيول. هدفان، أداء منظم، وتألق فردي لافت. في هذا المقال نستعرض كل شيء: الأهداف، التكتيك، نجوم المباراة، التأثير على جدول الترتيب، وتحليل شامل يُفيد القارئ والمحبّ للكرة.
الوقائع الأساسية: الأهداف والمجريات
-
وقت ومكان المباراة
-
أقيمت المباراة في سانتياغو برنابيو بمدينة مدريد، معقل ريال مدريد.
-
ضمن مباريات الجولة الخامسة من بطولة الدوري الإسباني لموسم 2025-2026
-
-
تشكيلة ريال مدريد الأساسية وملاحظات ما قبل اللقاء
-
المدرب خافي أَلونسو اعتمد تشكيلة مختلطة تجمع بين الخبرة والحيوية، مع بعض الغيابات والإصابات التي أثرت على العمق.
-
من بين البارزين: عودة اللاعبين المصابين أو الذين لم يُشاركوا كثيرًا في المباريات الأخيرة، إلى المقعد أو حتى للملعب مثل جود بيلينجهام وإدواردو كامافينغا**، وإن كانت مشاركتهما جاءت لاحقة خلال اللقاء.
-
-
أحداث الشوط الأول
-
ظهر إسبانيول منذ البداية بأسلوب منظم للغاية، محاولًا السيطرة على خط الوسط وبناء الهجمات من الأجنحة، أو اعتمادًا على المرتدات. لكن ريال مدريد فرض أسلوبه تدريجيًا، مستفيدًا من تفوّق فردي وحركة جيدة في الأطراف.
-
الهدف الأول جاء في الدقيقة 22 عن طريق إيدر ميليتاو: تسديدة قوية من خارج المنطقة (حوالي 30 ياردة) سكنت الزاوية العليا، لتفتح باب التفوّق لريال مدريد.
-
بعد الهدف، استمر مدريد في الضغط، بينما إسبانيول حاول استعادة التوازن، لكن تحركات مدريد وخاصة الأطراف خلقّت فرصًا عدة، وإن لم تُترجَم كلها إلى أهداف قبل نهاية الشوط.
-
-
الشوط الثاني ومجريات الحسم
-
مباشرة بعد الاستراحة، وتحديدًا عند الدقيقة 47، جاء الهدف الثاني لــ كيليان مبابي. انطلقت الهجمة من الجبهة، مررها فينيسيوس جونيور، وتلقّاها مبابي عند حافة المنطقة، سددها بدقة إلى أسفل الزاوية.
-
إسبانيول حاول بعد الهدف العودة في المباراة، لكن دفاع مدريد كان منتبهاً، بدعم من الوسط، مع تألق لحارس المرمى في بعض اللحظات (أو على الأقل تدخلات دفاعية مهمة).
-
كذلك، في النصف الثاني شهدنا فرصًا لريال مدريد، منها محاولة من فينيسيوس التي ارتطمت بالعارضة، ومحاولات من مبابي.
-
لا تغييرات مؤثرة من إسبانيول قلبت الموازين، رغم الجهد، مما مكّن مدريد من إنهاء المباراة بالنقاط الثلاث دون أن يُهدد مرماه كثيرًا.
-
من النجوم: من تميَّز ومن كان أقلّ
النجوم
-
إيدر ميليتاو
المدافع البرازيلي أطاح بأية شكوك حول قدرته على مجاراة المنافسة، بتسديدة الهدف الأول القوية، وبتواجد دفاعي متميز سواء في الكرات الهوائية أو في التغطية على الأجناب. -
كيليان مبابي
لا يبدو أن مبابي يحتاج إلى تذكير بأهميته لريال مدريد؛ الهدف الثاني جاء سريعًا بعد الشوط، وأظهر ذكاء في التحرك، ودقة في التسديد من مسافة. إضافته بالإضافة إلى فينيسيوس في الأطراف أعطت فريقه القدرة على التهديد المتعدد. -
فينيسيوس جونيور
رغم أن الهدف لم يكن من توقيعه مباشرة، إلا أن دوره في صناعة اللعب، خلق المساحات وضغط الدفاع المنافس كان مكمّلًا هامًا لهجوم مدريد. تحركاته في الجبهة اليسرى سببت إرباكًا لإسبانيول أكثر من مرة.
من تراجع الأداء
-
إسبانيول عمومًا ظهر مقيدًا أمام نسق مدريد المرتفع؛ ضعف بعض الربط بين اللاعبين في الوسط، وتأخر في إعادة الكرة بعد خسارتها، مما سمح لريال مدريد بالسيطرة على الكرة والهجوم بفاعلية.
-
بعض لاعبي مدريد أيضاً لم يُقدموا أفضل ما لديهم، خصوصًا في آخر ربع ساعة من المباراة، حيث بدا أن التركيز انخفض قليلًا، ولكن لم يكن ذلك كافياً ليمنح الخصم الفرصة.
التكتيك: كيف فاز ريال مدريد؟
خطة اللعب والأسلوب
-
استخدم خافي أَلونسو أسلوب ضغط مرتفع مع استغلال الأطراف، وتحريك الكرة بسرعة من الجبهة اليسرى واليمنى لخلق الفراغات.
-
إسبانيول اعتمد على دفاع منظم (low block) عندما لا يكون بحوزته الكرة، مع محاولة استغلال الهجمات المرتدة. لكن النواحي الدفاعية لم تكن كافية لاحتواء ضربات مدريد من خارج الصندوق أو التسديدات المفاجئة.
-
السيطرة على خط الوسط كانت حاسمة: مدريد استطاع أن يفرض وتيرة المباراة بفضل الضغط من الوسط، والخروج بالكرة السليمة إلى الأطراف.
التعديلات والاستراتيجية
-
التغيير في التشكيل أو الاستخدام الذكي للاعبين الاحتياطيين: مشاركة بيلينجهام وكامافينغا في الدقائق الأخيرة لإراحة الأساسيين ولإشعارهم بأنهم جزء من المشروع، مع إبقاء الضغط حتى النهاية.
-
اللعب من المساحات المفتوحة؛ عند تسجيل الهدف الأول، بدأ ريال مدريد يرى أن دفاع إسبانيول يترك مساحات خلفه، خصوصًا على الأطراف، فاستغلّها فينيسيوس ومبابي.
ما بعد المباراة: النتائج والتأثير
-
على ترتيب الليغا
-
بهذا الفوز، يواصل ريال مدريد بدايته المثالية في الدوري: 5 مباريات، 5 انتصارات.
-
هذه النتيجة تضع مدريد منفردًا في الصدارة، بفارق يعتمد على باقي نتائج الفرق المنافسة. إسبانيول من جهته يظل ضمن فرق المقدمة لكن هذه الخسارة سوف تُقلّل من الزخم النفسي لديهم.
-
-
الآثار النفسية والفنية
-
القوة المعنوية لريال مدريد ترتفع بعد كل فوز، خاصة الانتصارات التي تُبنى على التنظيم الدفاعي وقوة الأفراد، مثل ميليتاو ومبابي.
-
الثقة في المدرب أَلونسو تزداد، خاصة إذا واصل الفريق بنفس الانضباط الفني والقدرة على استثمار الفرص الضائعة.
-
لإسبانيول، الخسارة تعلم درسًا: عندما تواجه فريقًا كبيرًا في ملعبه، تحتاج إلى تحضير بدني ونفسي أكبر، وتحسين الفعالية الهجومية.
-
-
الفرص القادمة والتحديات
-
ريال مدريد سيكون مطالبًا بإبقاء هذا المستوى العالي لمدة الموسم الكامل إن أراد المنافسة على الألقاب المحلية والأوروبية. الإصابات وإدارة اللاعبين ستكونان تحديًّا.
-
إسبانيول بحاجة إلى مواجهة نفسية قوية أمام الفرق الكبيرة، وربما تعزيزات تكتيكية أو في خط الهجوم ليكون أكثر خطورة.
-
خلاصة
ريال مدريد قدّم أمس مباراة نموذجية في التنظيم، الاستغلال الجيد للفرص، والاعتماد على الأداء الفردي المتألِّق (كما في حالة ميليتاو ومبابي). هذا الانتصار يؤكد أن الفريق يُجاري الوعود الكبيرة التي ترافق بداية الموسم. إسبانيول رغم أنه دخل اللقاء وهو في حالة جيدة، إلا أن الفوارق التكتيكية والخبرة ظهرت، وخسارة كهذه تساوي درسًا في الأهمية الكبيرة للقوة الدفاعية والفعالية الهجومية أمام الخصم الكبير.
إذا ما حافظ ريال مدريد على هذا التوازن، فقد يكون هو الحصان المرشح الأقوى للفوز بالليغا هذا الموسم، وربما المنافسة في الألقاب الأخرى. بالنسبة لإسبانيول، المطلوب الآن هو الاستمرار في التعلم والتطوّر، واستغلال الفترات القادمة لتثبيت وضعهم كبطل مفاجآت وليس كبطرف يُنهزم أمام الكبار بسهولة.
